الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة وودي ألين يفتتح مهرجان كان السينمائي برشاقة الماهرين

نشر في  11 ماي 2016  (18:49)

بقلم الناقد طاهر الشيخاوي- مراسلنا من مهرجان كان 

 كان يمكن لتياري فريمو مدير مهرجان كان السينمائي أن يفتتح الدورة 69 بفيلم تجاري أمريكي من الطراز الثقيل، ولكن يبدو أنه تخلى عن هذه العادة منذ مدّة. وودي ألين -الذي إفتتح المهرجان- أمريكي ولكن أبناء وطنه يلقبونه بالسينمائي الأمريكي الأكثر أوروبية، وهو فعلا يتبع في أسلوبه طريقة المخرجين الأوروبيين: الحميمية في الحكاية والمسافة في السرد وخفة نمط الإنتاج.

سياسيا، إختيار فيلم « كافي صوصايتي » للمخرج وودي ألين لإفتتاح مهرجان كان فيه من الدهاء ما يقلل من حدة النقاد، والحقيقة هي أن الشريط لا يمكن بحال اعتباره تنازلا عن المستوى الفني المطلوب من مهرجان سينمائي في حجم كان، ثم إننا أمام عمل في غاية من الحرفية والنضج.

حتى في مسار وودي ألين، أعتقد أنّ «كافي صوصايتي» يحتل مكانة محترمة جدا، ربما ينقصه العمق الفكري والمخاطرة التي نرغب أن يكون عليها.

اختار المخرج سياق الثلاثينات وهي مرحلة مهمة في تاريخ الغرب، مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية، كما اختار عالم السينما وهوليوود بالتحديد، ولكنه لم ينغلق فيه، فدارت أحداث الشريط بين كاليفورنيا ونيويورك، ثم لم يبتعد على وسط اليهود فجمع بين العناصر المؤسسة لعالمه الخاص: بوبي دورفمان (جيس ايزنبيرغ رائع) شاب من عائلة يهودية متواضعة (سذاجة الأب والأم تقترب من البلاهة ولا تسقط فيها) يدفعه ضيق الأفق إلى الرحيل إلى كاليفورنيا حيث يشتغل خالـه في هوليود في أرقى اوساط نجوم السينما فيكتشف بوبي عالما غريبا مغريا يدرك بسرعة سطحيته بحكم عفويته ويتعرف على فتاة (كريستين ستيوارت) تشتغل تحت إدارة خاله.

وهنا تأخد الحكاية منحى روائيا يتمكن من خلاله وودي ألين رسم لوحة عن عالم هوليود وبصورة أخص أمريكا في الثلاثينات، صورة تذكرنا بأشهر مخرجي الأربعينات والخمسينات محتويا إشارات رقيقة لسينما هوليوود الكلاسيكية: شريط شيق تحلو مشاهدته، خفيف رشيق لا أكثر قد تنقصه في رأيي جرأة لا تكلفه شيئا ولكن ربما تلك هي حدوده.